الأربعاء، 26 نوفمبر 2014

أبرز عشرة إنجازات علمية عربية خلال العام 2014


معاذ الدهيشي : كما وعدتكم في مقالي الأخير هنا “أبرز الإنجازات العلمية الهائلة في عام ٢٠١٤ حتى الآن” والذي ذكرت فيه أنني سأكتب عن أبرز الإنجازات العلمية العربية  للعام ٢٠١٤، وها أنا أوفي بوعدي.

طبعاً قبل أن أبدأ، أحب أن أوضح أن مقصدي بـ”الإنجازات العلمية العربية” وهي الإنجازات التي قام بها أو شارك بها علماء عرب – بغض النظر عن المكان- والتي ساهمت في تطور العلوم على مستوى العالم، وساعدتنا في فهم الطبيعة والعالم من حولنا.

لا أنوي بتاتاً التطرق لاختراعات محلية تافهة كحذاء الإبل الذي حاز على أكبر جائزة للاختراع في الإعلام العربي ومبلغ 300 ألف دولار!! ولا أنوي كذلك سرد إنجازات علماء العرب في العصور الغابرة أو الإنجازات الوهمية المنفوخة كما يحلو لكثير من المواقع والجهات الإعلامية الشعبية سرده في حين يتغافلون عن إنجازات هذا العصر الحقيقية.

بداية لا ننسى العلماء العرب في أرض المهجر والذين أنتجوا -بدون استغراب- إنجازات أبرز وأعظم من نظرائهم الذي بقوا في أوطانهم. العلماء المغتربون لعب عدد كبير منهم دوراً ملموساً وربما جوهرياً في مراكز الأبحاث والجامعات الذين يعملون فيها في دول العالم الأول.

فمثلاً في هذا العام تمكن علماء وباحثون عرب في شتى دول العالم من تحقيق اكتشافات علمية محورية، وسأسرد هنا خمسة علماءل عرب أحرزوا إنجازاً علمياً هذه السنة ضمن فرقهم البحثية. بالطبع هذا ما تمكنت من حصره، وأنا أجزم أن هناك آخرون لا نعرفهم للأسف لكن هذا لا يقلل جهودهم أبداً.

1- الطبيب والباحث في أمراض الجهاز الهضمي د. طارق حسنين الذي تخرج من جامعة الاسكندرية بمصر قبل رحيله إلى الولايات المتحدة الأمريكية، كان من الباحثين الرئيسيين خلف تطوير علاج جديد فعّال جداً لالتهاب الكبد الوبائي سي حتى في أسوء الحالات المرضية والذي يعتبر اكتشافاً محورياً بلا شك.


2- ساهم الباحث حيدر التميمي العراقي الأصل في جامعة ماكغيل الكندية في أحد أكثر الاكتشافات إثارةً في حقل علوم الأعصاب هذه السنة، حيث توصل الفريق إلى مركب كيميائي يمكنه إيقاف تكوين الذاكرة في الدماغ مؤقتاً ويرجع الدماغ إلى عمله الطبيعي بعد إزالته.




3- أيضاً العالمة ماري داوود البابا لبنانية الأصل والتي كانت أحد الباحثين الرئيسيين في فريق بحثي سويسري، تمكن من اختراع طريقة مدهشة تجعل الدماغ يتحكم في الجينات (التعبير الجيني) بطريقة تشابه روايات الخيال العلمي.



4- نجلاء سعيد وهي طالبة دكتوراه في جامعة روما لا سابينزا كانت ضمن فريق البحث الذي توصل إلى اكتشاف أحد أعظم وأهم اكتشافات علوم الفلك مؤخراً وهي عن احتمالية أن المادة المظلمة في طور الاختفاء والتلاشي مستقبلاً بفضل الطاقة المظلمة!



5- ولا ننسى بالتأكيد علماء الفيزياء والفلك العرب البارزين مثل عصام حجي الذي كان ولا يزال له دور مهم في أكثر من مهمة على القمر (Mini-SAR experiment) والمريخ (MARSIS instrument) وكذلك مهمة روزيتا الأخيرة (CONSERT radar experiment) والتي فتحت فصلاً جديداً في رحلات الفضاء .



























أما الآن فأبرز خمسة إنجازات علمية في هذا العام التي تمت داخل الوطن العربي..

١- اكتشاف شعب مرجانية في العراق لم تكن معروفة من قبل لديها القدرة على تحمل أصعب الظروف البيئة، وقد تساعدنا على فهم أثر الاحتباس الحراري على المرجان وكذلك أشكال الحياة الأخرى. الاكتشاف كان بتعاون بين علماء من جامعة البصرة العراقية وعلماء ألمان.


٢- في السعودية استطاع باحثون سعوديون بالتعاون مع فرق بحثية عالمية في الولايات المتحدة وهولندا ابتكار طائفة جديدة من البوليمرات (وهي مواد أساسية في القطاعات الصناعية اليومية) يمكنها التشكل ذاتياً وقابلة للتدوير مع الحفاظ على صلابة وقوة تحمل عالية.


٣- في الإمارات تم بدء العمل في مشروع بناء وإرسال أول مسبار عربي لكوكب المريخ ويعتزم أن يصل هناك العام ٢٠٢١. العمل سيكون مشترك بين مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي ومؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمةEIAST وكذلك مع وكالة الإمارات للفضاء التي استحدثت هذه السنة بحيث سيكون هذا المشروع من أولياتها.



٤- أيضاً في الإمارات تمكن البروفيسور الليبي عمر الأجنف وفريقه من ابتكار طريقة تصوير ذكية قادرة على رصد مرض باركنسون وتطوره بشكل أبسط وأسرع من السابق وقد تحصل نتيجة لذلك على براءة اختراع دولية.


٥- في الأردن تمكن باحثون من اكتشاف طفرة وراثية نادرة لم تكن معروفة تسبب مرضاً جلدياً نادراً Junctional Epidermolysis Bullosa-Herlitz والذي ينتشر في المجتمعات التي يكثر  فيها زواج الأقـارب.


في النهاية.. رسالتي في هذا المقال للقارئ العربي: هناك علماء عرب ولدوا في بلادنا ودرسوا في جامعاتنا ومع ذلك تمكنوا من إحداث ثورة في مجالاتهم العلمية.

أقل ما يجب علينا هو أن نتعرف عليهم، ونقرأ عنهم، ونتعلّم فلسفتهم التي أوصلتهم إلى ما وصلوا إليه في ظل التخلف العلمي الذي يغطي بلداننا. العلوم لا تعرف وطناً أو عرقاً، بل من جدّ وجد ومن زرع -واتبع المنهج العلمي- حصد.

المصدر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: