الأحد، 23 نوفمبر 2014

خمسة أماكن يجب استكشافها في نظامنا الشمسي



إن نظامنا الشمسي بمثابة البيت بالنسبة لنا ، ولكننا بالكاد القينا نظره داخل كل الغرف فيه ، فالعديد من تلك الغرف بعيدة جدا وصعب الوصول إليها وفق التقنيات الحالية والمتوفرة لدى الإنسان ، فمثلا الكواكب القزمة مثل "بلوتو" ، "ايريس" وغيرها من الأجسام خلف كوكب نبتون بعيدة جدا ولا نستطيع رؤية تضاريس سطحها حتى من خلال أقوى التلسكوبات.

وعلى الجانب الآخر هناك أجرام قريبة نوعا ما ولكنها تحتاج لكثر من الجهود ، وهذا لم يمنع لعلماء من وضع الخطط لمهمات علميه ، والتمويل لا يمكن أن يكون عائق عن تلك الأحلام.


واليوم ومع وصول عدة مركبات إلى كوكب المريخ ، وهبوط المسبار " فيله " على سطح المذنب ، فقد عاد الطموح لدى المهتمين بعلم الفلك والفضاء لوضع خطط للقيام بمهمات استكشاف مستقبلية.



تلك المهمات سوف تقوم بها مركبات وربوتيه إلى الكويكبات والمذنبات وأجسام حزام كيوبر مثل بلوتو وغيرها ، ولكن ماذا عن أماكن خمسه مثيرة للاهتمام :



1 – كوكب الزهرة 

صورة لكوكب الزهرة من المركبة مارينر 10



الزهرة اقرب كوكب إلى الأرض من حيث المسافة والحجم . إلا انه مختلف في خصائصه عن الأرض : فغلافه الجوي السميك يحتوي غاز ثاني أكسيد الكربون وغيومه تتكون من حمض الكبريت ، وتهطل أمطار حمضية على السطح ، ودرجة الحرارة قرب السطح قادرة على أذابه الرصاص ولكن هذا لا يعني بأن كوكب الزهرة لا يستحق الدراسة . ففي حين أن المريخ والقمر "ميتين " جيولوجيا " ، فالزهرة حي جيولوجيا وفيه تحدث تغيرات معقدة .

في السابق كان هناك مهمات شملت المركبة المدارية ماجلان التابعة لوكالة الفضاء ناسا ، وعدة مسابير ضمن برنامج " فينيرا " التابعة للاتحاد السوفيتي " السابق " ، والتي قامت بعمل خرائط لسطح الكوكب . والقليل من المركبات هبطت على سطح الزهرة وأخذت بعض العينات قبل أن تتحطم بسبب الحرارة الضغط الجوي المرتفعان. ، وكانت هناك مهمة " فيغا 1 " والتي ضمت منطاد جوي . ولكن معظم هذه المهمات بياناتها ترجع لعشرات السنوات الماضية ولا توجد معلومات جديدة عن كوكب الزهرة.
ولهذا السبب هناك "مشروع مناخ الزهرة "، وهو مشروع طموح سوف يشمل مسابير مختلفة جوية ومنطاد للقيام بقياسات لفترة طويلة على ارتفاع متوسط . 
يمكن اعتبار كوكب الزهرة مختبر لزيادة فهمنا للعديد من مكونات النماذج الحاسوبيه المناخية على الأرض كتلك المتعلقة بالغيوم مثلا . ومقارنه غلافنا الجوي الذي يوجد فيه القليل من غاز ثاني أكسيد الكربون ، ولكن ونظرا تغير المناخ المتسارعه فالأرض من الممكن أن تصبح ظروفها الجوية مشابهه لكوكب الزهرة في المستقبل


2 – تيتان 

صورة لقمر زحل تيتان


" تيتان" اكبر أقمار كوكب زحل ، غلافه الجوي غني بالنتروجين ويوجد فيه بحار وانهار تتغير مع تغير الفصول ، وهواءه ضبابي مع العديد من العناصر الكيميائية التي تسبب الضباب الدخاني ، ويعتقد بان " تيتان " بارد بشكل كافي لتوجد عليه جلاميد من الجليد .

البحيرات فيه تتكون من الميثان وغيره من الهيدروكربونات الأخرى، وحتى في يوم غائم فسماء تظهر من على سطح تيتان ضبابية برتقالية تحجب كوكب زحل عن الرؤية .
ويعتبر تيتان المكان الوحيد في نظامنا الشمسي ( باستثناء الأرض ) الذي يوجد فيه بحيرات ، ولهذه السبب هناك اهتمام بالهبوط على سطحه من خلال مهمة علميه تهدف لاستكشاف بحيرات " تيتان " ضمن مشروع كبير يسمى " مشروع نظام تيتان – زحل " ويشمل المشروع مركبة مدارية ومنطاد والذي يفترض أن يبقى فترة طويلة في الغلاف الجوي السميك لتيتان.


3 – أوروبا 


صورة لقمر اوروبا من المركبة غاليليو



يوجد هناك الكثير من الأقمار التي تدور حول كوكب المشتري وزحل تحتوي على محيطات مائية مغطاة بطبقة جليد . كل محيط يبقى سائل غير متجمد بسبب أن الجاذبية من الكوكب الأم يؤثر في حركة تلك الأقمار عندما تكون قريبة وعندما تكون بعيدها في مدارها حوله وهذا يخلق حركة في داخل تلك الأقمار تولد تسخين تبقي المياه سائلة . 

هذه الأقمار الجليدية كما نفهم الآن هي بعض أكثر الأماكن المضيافة ومن الممكن أن تؤوي شكل من أشكال الحياة بسيطة .
فقمر زحل " انسلاديوس " وقمر المشتري " أوروبا " يعتبران أماكن مثيره للاهتمام .
ولذلك يتم العمل حاليا إعداد فكرة مركبة فضائية لقيام بالدوران لفترة طويلة حول كوكب المشتري، والمدار البيضاوي الذي سوف تسلكه المركبة الفضائية حول المشتري سوف يسمح القيام بعد تحليق من على ارتفاع منخفض من القمر أوروبا. وذلك المسار أيضا سوف يمنع المركبة من الإشعاعات الموذية من المشتري ما سوف يعطينا رؤية جيدة لكافة سطح أوروبا والتعرف على تضاريسه .
إضافة أن التحليق المنخفض فوق سطح أوروبا قد يجعل المركبة الفضائية من التقاط الجزيئات وتحليلها لرؤية إذا كانت تحتوي على جزئيات عضوية وغير من العناصر الكيمائية . ونظرا لان هذه الجزئيات أصلها من أسفل السطح ، فربما تخبرنا فيما إذا كان المحيط السائل موجود.


4 – مياه المريخ


صورة لكوكب المريخ



إن كل الكواكب ( باستثناء الأرض ) لم يتم دراستها مثلما تم مع كوكب المريخ . فحاليا هناك اثنان من المركبات " الجواله " تتحرك على سطحه وخمسه مركبات مدارية عاملة في مدارات حوله ، وطبعا هناك 19 مركبات سابقة حلقات في مدرات ، مع العديد من مركبات الهبوط ، وهذا جعل حضور البشر على المريخ اكبر من أي جسم فضائي آخر، ولا عجب في ذلك فالكوكب الأحمر هو يشبه الأرض بشكل كافي ليكون مستعمره بشرية دائمة إذا وجدت طريقة لاستعادة غلافه وجعله يعود سميك من جديد ، وان تعود المياه تسيل على سطحه .

هناك أدلة بان المريخ كانت في السابق مكان دافئ ورطب عما هو عليه الحال اليوم . لذلك هناك أفكار لإجراء دراسات مناخية تشبه تلك التي تجرى لمناخ الأرض ، فالجليد الأرضي يحفظ تاريخ المناخ الذي يعود إلى ما يزيد على ملايين السنين الماضية ولكن على المريخ تسجيل أطول للتاريخ وسهل قراءاته وذلك بسبب قله التقلبات الجوية ، ولذلك يمكن من خلال إنزال مسبار على القطب الشمالي للمريخ وباستخدام الرادار أو عمليه حفر الحصول على معلومات على الاقل لمدة 5 إلى 10 ملايين سنه من تاريخ المريخ.
ولا تعتبر المسبار القطبية هي الفكرة الوحيدة لدراسة الغلاف الجوي للمريخ ، فالباحثون في وكالة الفضاء ناسا قاموا بتصميم طائرة منزلقة ومناطيد لجمع عينات من هواء المريخ على ارتفاعات مختلفة ، ومثل تلك المهمات سوف تساعد في فهم المصدر الغريب لغاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ الذي لا يوجد فيه ميكروبات لإنتاج الميثان.


5 – العمالقة الجليدية

صورة لكوكب نيبتون

صورة لكوكب اورانوس



لقد قام المسبار "فوياجر 2 " بزيارة الكواكب الضخمة أورانوس وتنبون في أواخر الثمانيات من القرن الماضي ، ولكنها المهمة الوحيدة لتلك الكواكب. فهناك الكثير ما لا نفهمه حول هذه الكواكب حتى الآن ، وهذا يشمل ، العواصف التي تتحرك بسرعة خرافية ، لذلك من الجميل رؤية مهمة علمية تشبه " كاسيني " لكوكب نبتون وأقماره .

إن السبب في دراسة كوكب نبتون والذهاب إلى ما بعد نظامنا الشمسي ، هو أن " نبتون " حجمه يشبه حجم الكواكب عمالقة جليدية " والتي تم اكتشافها تدور حول نجوم بعيدة ، " ونحن يوجد لدينا اثنان من العمالقة الجليدية ضمن حدود نظامنا الشمسي ، بالإضافة إلى أن قمر كوكب نبتون " ترايتون " يحتمل انه جسم قدم من حزام كيوبر قبض عليه نبتون بقوة جاذبيته ، بالإضافة إلى أبناء عمه "بلوتو" و "ايريس" وغيرهما من الأجسام الجليدية ، إلى جانب أن القمران "أوروبا" و "ترايتون" من الممكن أن يمتلكا محيطات سائلة تحت طبقة جليد السطح .
إن كل من نبتون وترايتون نشطان وتحدث فيهما تغيرات بمقياس حياة الإنسان. وفي حال وجود مهمات علمية مثل " كاسيني " سوف نكون قادرين على رؤية هذه التغيرات وتوثيقها .
ولذلك علينا نحن في العالم العربي كل على قدر استطاعته الاهتمام بشكل اكبر بمادة الفلك في مدرسته وتفعيل أنشطة استكشاف نظامنا الشمسي وأعماق الفضاء ، وان نشعل الاهتمام بالكون في نفوس أبنائنا وبناتنا في كافة المراحل الدراسية ونجعلهم يدركون بان الكواكب وأقمارها عوالم مذهله وهي منجم معلومات تحتاج من يستكشفها. وانه مهما حصلنا على معلومات جديدة عن الفضاء فسنضل متعطشين للمعرفة.


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: