ان كنت تصاب بالقلق كثيرا فربما تجد نفس الاعراض تجري في عروق عائلتك .
وعلى عكس الصفات الاخرى كلون العيون والصفات الشكلية الاخرى فان وجود القلق المرتبط بالوراثة ليس من السهل رؤيته خلال الاجيال generations فاضطربات القلق anxiety disorders تتضمن حالات مختلفة متنوعة من :
القلق الاجتماعي – اضطراب الهلع panic disorder –الوسواس القهري – او الاضطراب الذي ينجم بعد الاصابات الرضية
ان البحث عن الاسس الجينية لاضطرابات القلق لايزال مستمرا ففي بحث نشر في ايار من عام 2014 تمت دراسة 1000 عائلة واقترحت هذه الدراسة ان اضطراب الوسواس القهري والذي هو احد اضطرابات القلق يمكن ان يكون مرتبطا بجينات محددة .
الربط بين الوراثة والقلق :
بالنسبة لأغلبية الناس يكون العامل الوراثي المسؤول عن امكانية حدوث القلق هو عبارة عن شبكة معقدة من المورثات وليس عبارة عن مورثة وحيدة تعمل على مبدا “on/off” فالأشخاص لا يرثون القلق ولكن يرثون المورثات التي تحمل خطورة الاصابة بالقلق وعندما تتكامل البيئة مع المورثات تحصل اضطرابات القلق .
ان العديد من المشاكل الصحية متضمنة الامراض النفسية لها اسس وراثية . ولكن كيف نعرف ان هذا الامر صحيح ؟؟
نحن نجد الامراض التي لها اسس وراثية غالبا ضمن العائلات حيث يكون الشخص ذو احتمالية اكبر ان يصاب بمرض وراثي اذا كان والداه يملكان نفس المرض بعكس الاشخاص الاخرين الذين لا يكون ابائهم او اقربائهم مصابون بتلك الامراض .والعديد من المشاكل الصحية التي تظهر في العائلات تكون ناتجة عن احد امرين :
- اما ان العائلة بكاملها تتعرض لعوامل بيئية محيطية تؤدي لتطور المرض
- او ان العائلة تملك الاسس الوراثية “الجينات ” التي تشكل عامل خطورة للاصابة بالمرض.
وعادة يكون المرض هو ناتج عن تآزر العوامل البيئية مع العوامل الوراثية التي تؤهب وتسبب حصول المرض فمجرد امتلاكك لمورثات محددة لايعني اصابتك بالمرض ولكن تزيد الاحتمالية بالإصابة وخصوصا عند توافر ظروف محددة مثل التعرض لعوامل نفسية او كيميائية “أي ان المورثات تشكل عوامل خطورة risk factors”.
ماهو احتمالية ان تصاب باضطراب قلقي :
من المعروف ان اضطرابات القلق هي اضطرابات عائلية ولكن السؤال هل اضطرابات القلق وراثية ؟
حاول العلماء فهم الوراثة المتعلقة بالقلق من خلال البحث عن احتمالية اصابة الاقرباء بنفس الاضطراب القلقي .وافضل طريقة لمعرفة ذلك هو البدء بالتوائم لكونهم يملكون نفس المادة الوراثية , فالتوائم يمكن ان يكونوا توائم حقيقة ” لهما نفس المادة الوراثية ” او يكونوا توائم غير حقيقة ” لا يكونان متطابقين بالمادة الوراثية “.
اذا كان المرض يملك اساسا وراثيا فانه سيظهر بشكل اكبر عند التوائم الحقيقة “فاصابة احد التوائم يعني احتمالية اكبر لاصابة التوئم الاخر كونهما يملكان مادتين وراثيتين متطابقتين ” بعكس التوائم الغير الحقيقة .
وجد العلماء ان هناك احتمالية كبيرة لان يصاب الشخص باضطراب الهلع والذي هو احد اضطرابات القلق اذا كان يملك توائماً لديه نفس الاضطراب وكذلك هناك احتمالية كبيرة للإصابة اذا كان الشخص يملك اقرباء من الدرجة الاولى يملكون نفس الاضطراب “مثل الاب او الام او الاخوة” . هذا النوع من الدراسات اظهرت ان جميع اضطرابات القلق المتوسطة والشديدة تملك اسساً وراثية .وقد اظهرت الدراسات ان المورثات تفسر حوالي 30-40% من احتمالية الاصابة باضطرابات القلق بينما 60-70% ليس نتيجة المورثات ولكن هي نتيجة للعوامل البيئية والتجارب التي عاشها الشخص.
ولم يحدد العلماء بعد الجينات التي تلعب دورا في تطور القلق,ويعتقد العلماء ان هذه الجينات قد تعدل الاستجابة العاطفية بطريقة تؤدي الى حدوث القلق .كما يمكن لأناس اخرين يملكون نفس التركيبة الجينية ان لا يتطور لديهم القلق لانهم لا يملكون عوامل الخطورة البيئية والتجارب التي تؤدي لتطور القلق .
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من اكثر الاشخاص المشهورة الذي عبر عن قلقه .فهل قلقه وراثي ام نتيجة طبيعة عمله ام مجرد كلام سياسي ؟ |
عوامل الخطورة البيئية للاصابة بالقلق :
العوامل البيئية التي تحرض القلق تتضمن عوامل متعددة من الحوادث المؤلمة واحداث الحياة المرهقة والعلاقات العائلية الصعبة والافتقاد الى نظام دعم اجتماعي قوي وقلة الدخل والصحة العامة.
وتقترح دراسة انه عند الاصابة بالقلق وعدم وجود عوامل خطورة بيئية او وجودها بنسبة قليلة فان السبب غالبا يعود لعامل الخطورة الوراثي .
استراتيجيات معالجة القلق :
يبدو ان استراتجيات معالجة القلق سواء الدوائية او النفسية فعالة للذين يملكون عوامل خطورة جينية بنفس الفعالية للذين لا يملكون هذه العوامل وحتى تاريخه لم يكتشف العاملون على تحديد الاسس الوراثية للقلق أي علاجات معتمدة على عوامل الخطورة الوراثية يمكن ان تعمل بشكل افضل من العلاج النفسي .
المصدر