الأحد، 23 نوفمبر 2014

للمرة الرابعة على التوالي: الحاسوب الصيني Tianhe-2 أقوى حاسوب في العالم


في الوقت الراهن، وعلى الرغم من كل الآمال المعقودة على تطور تقنيات الحوسبة وقدرات الحواسيب، فإنه لا يبدو أنه يوجد حاسوب آخر قادر على منافسة الحاسوب الفائق Tianhe-2 التابع للجامعة الوطنية الصينية لتقنيات الدفاع، والذي تمكن للمرة الرابعة على التوالي من احتلال قائمة أقوى 500 حاسوب فائق في العالم.

للمرة الرابعة على التوالي، يحافظ الحاسوب الصيني الفائق Tianhe-2 على صدارته لأقوى 500 حاسوب فائق حول العالم، بقدرة معالجة تبلغ 33 بيتا فلوب.



ومنذ أن شهر حزيران/يونيو عام 2013، لم تزداد القدرة الحاسوبية لهذا الحاسوب الفائق، بل تزال عند قيمتها القصوى: 33.86 بيتا فلوب (للمزيد عن الفلوب اضغط هنا )، وللتوضيح أكثر، فإن البيتا فلوب تعادل 1 كوادرليون عملية حسابية للأعداد ذات الفاصلة العائمة. ألا يوجد هنالك شيء جديد يتعلق بالتصنيف؟ نعم، هنالك حاسوب فائق جديد قد تمكن من دخول قائمة أفضل 10 حواسيب حول العالم، وهو حاسوب تم تطويره من قبل شركة “كراي Cray” لصالح وكالة حكومية في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي يتمتع بقدرة معالجة قيمتها 3.57 بيتا فلوب.


المواصفات الأساسية للحاسوب الفائق Tianhe-2. المصدر موقع top500


التصنيف العالمي الخاص بأفضل 500 حاسوب فائق حول العالم يتم إجراؤه عبر متطوعين من مختبر لورنس بركلي الوطني، جامعة تينيسي، ومنظمة Prometheus التي تقوم بتنظيم مؤتمر الحواسيب الفائقة العالمي. لم يناقش القائمون على التصنيف الأسباب التي تتعلق بعدم حصول أي تغير أو تطور جديد في مجال قدرات الحواسيب الفائقة، أو لماذا يعاني هذا المجال من نموٍ وتطورٍ بطيء. بكل الأحوال، فإنهم يخططون لإعداد تحليل خاص بهذا الموضوع، وسيتم عرضه في مؤتمر الحواسيب الفائقة في نيو أورلينز.

قد لا نكون بحاجة لتحليلٍ مفصل وعميق لملاحظة أسباب النمو البطيء لتطور الحواسيب الفائقة، فالحكومات بشكلٍ عام قد قامت بتقليص نفقات البحث العلمي (والتي تستخدم فيها الحواسيب الفائقة بشكلٍ أساسي) بالإضافة للنمو الكبير والمتزايد للخدمات الحاسوبية من قبل مخدمي الحوسبة السحابية مثل أمازون ومايكروسوفت، والتي لا تتطلب وجود آلة ضخمة وهائلة كالحاسوب الفائق.

عادةً ما يتناقص ترتيب الحاسوب الذي يكون في قمة التصنيف بشكلٍ بطيء مع مرور الزمن، كنتيجة لظهور حواسيب أقوى وذات قدرات معالجة أكبر، وكنتيجة لهذا الأمر فإن القدرة الحاسوبية الكلية ستصبح أفضل. الأمر الغريب فيما يتعلق بالسنوات الأخيرة، هو أن القدرة الحاسوبية الكلية لا تتحسن ولا تزداد كما كانت من قبل، بل بشكلٍ أبطأ، وعلى سبيل المثال، فإنه بين عامي 1994 و 2008، فإن الأداء السنوي للحواسيب الفائقة ككل قد تزايد بمقدار 90%، بينما في السنوات الخمس الأخيرة، فإن زيادة الأداء السنوي الكلي قد ازدادت بمقدار 55% فقط. وللتعبير عن ذلك وفقاً لقدرات المعالجة، فإن القدرة الكلية لكل الحواسيب الفائقة الداخلة بالتصنيف قد بلغت 309 بيتا فلوب/ثانية، مقارنةً مع 274 بيتا فلوب/ثانية لتصنيف شهر حزيران/يونيو من العام الحالي، ومقارنةً مع 250 بيتا فلوب/ثانية قبل عام من الآن.

قد تقوم وزارة الطاقة الأمريكية بإحداث نقلة نوعية خلال السنوات المقبلة، فهي تخطط لبناء حاسوب فائق بقدرةٍ تصل لـ 300 بيتا فلوب، وذلك بغرض خدمة الأبحاث العلمية، وتطمح أن تتمكن من تحقيق ذلك بغضون عام 2017، وهي حالياً بصدد طلب التمويل اللازم من مجلس الشيوخ الأمريكي.

ولو تكلمنا بلغة الدول، فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة العدد الأكبر من الحواسيب الفائقة ضمن قائمة Top500، وعلى الرغم من ذلك، فإن عدد حواسيبها الفائقة قد تناقص، فوفقاً للتصنيف الأخير، بلغ عدد الحواسيب الفائقة في الولايات المتحدة الأمريكية 231 حاسوب، مقارنةً مع 233 حاسوب في تصنيف شهر حزيران/يونيو. ولم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لعدد الحواسيب الفائقة الآسيوية، والتي بلغ عددها 120 حاسوب فائق في التصنيف الحالي، مقارنةً مع 132 حاسوب فائق في تصنيف شهر حزيران/يونيو. أما بالنسبة لأوروبا، فإنها الوحيدة التي شهدت تزايداً بعدد الحواسيب الفائقة، فقد بلغ عدد الحواسيب الفائقة التابع لها 130 حاسوب، مقارنةً مع 116 حاسوب في تصنيف شهر حزيران/يونيو.


ولو تكلمنا عن المصنعين، فإن شركة HP: Hewlett-Packard هي المسيطرة بهذا المجال، حيث قامت بتزويد 179 حاسوب فائق، أو ما يعادل 36% من إجمالي العدد الكلي، وتليها شركة IBM التي قامت بتزويد 153 حاسوب فائق، أو 30% من إجمالي العدد الكلي، أما بالنسبة لشركة Cray المتخصصة بمجال الحواسيب الفائقة، فقد احتلت المرتبة الثالثة بتزويدها لـ 62 حاسوب فائق، أو ما يعادل 12.4% من العدد الكلي.

المصدر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: