على مدار العديد من الأعوام، قام العلماء ببحوث عديدة لمحاولة العثور على المادة المظلمة دون إحراز تقدم ملحوظ؛ وربما نقوم بالبحث في المكان الخاطئ.
الآن، يقترح علماء من الدنمارك طريقة جديدة للبحث عن المادة المظلمة.
الكون مصنوع من جسيمات و ذرات؛ والأغلبية الباقية، التي ما زلنا عاجزين عن إيجادها، هي ما نسميه الطاقة و المادة المظلمة.
ووفقاً لكريس كوفاريس (Chris Kouvaris)،من جامعة جنوب الدنمارك :"نشاهد فقط 5% من الكون؛ و ما تبقى من المواد هي ما إصطلح على تسميتها بالمادة المظلمة".
خلال السّنوات الماضية، وضع العلماء كواشف عند أعماق وصلت إلى حوالي الكيلومتر تحت سطح الأرض وذلك بهدف عزل الكواشف عن الإشعاعات الكونية أو الأرضية حتى لا تقوم بتشويش النتائج التي تجمعها الكواشف؛ إذ يُمكن لوجود هذه الإشعاعات أن يُهيمن على إشارات التي تقتفيها الكواشف التي تهدف إلى إيجاد المادة المظلمة.
تبدو هذه المُقاربة منطقية إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ المادة المظلمة تتفاعل بشكل ضعيف مع محيطها؛ ولكن وفقاً لكوفاريس، فنحن لا نستطيع أن نجزم فيما إذا ما كانت المادة المظلمة ضعيفة إلى هذه الدرجة.
وبحسب كوفاريس و زملائِه، فإن وَضع الكواشف على عُمقٍ كبير تحت الأرض سيخفض من كفآة الأجهزة، كَون المادة المظلمة ستكون خسرت قِسماً كبيراً من طاقتها ولن تكون الأجهزة قادرة على رصدها.
لذلك، يقترح الفريق وضع الكواشف على سطح الأرض أو على عمقٍ ضئيل؛ وهنا قد تبرز مشكلة أخرى، وهي زيادة التَشويش الذي تتعرض له الكَواشف من الإشعاعات الأرضية؛ ولحل هذه المشكلة يقترح الفريق الإسِتعاضة عن إلتقاط الإشارة الناجمة عن اصطدام واحد لجسيمات المادة المظلمة بإلتقاط إشارات تتغير بشكل مستمر خلال النّهار.
فكون المادة المظلمة تصطدم مع الكواشف من إتجاهات مختلفة نتيجة لدوارن الأرض، سيؤدي هذا إلى إلتقاط إشارة قصوى كُل 12 ساعة؛ وباعتماد هذه الطريقة، نُخفض التَشويش الذي تتعرض له الكواشف؛ وأفضل الأماكن لاستخدام الكواشف عند عُمقٍ مُنخفض هو النصف الجنوبي للكُرة الأرضية -كالأرجنتين وتشيلي.