خلال التوسع المتسارع للكون البدائي، فإن تَكوّين بوزون هيغز– جسيم أولي مسؤول عن اعطاء كتلة لكل الجسيمات– يجب أن يُؤدي إلى عدام الاستقرار يتبعهُ الانهيار. على الأقل، هذا ما اقترحته بعض الدراسات الحديثة.
لكنَّ الكون لم ينهار بعد الانفجار الكبير مباشرةً، يعتقد الباحثون الآن أنهم يعرفون السبب؛ والسبب في الحقيقة لا يَكُمن في فكرة فيزيائية جديدة عرفناها الآن؛ بل ببساطة السبب هو الجاذبية. تحدب الزمكان (الجاذبية، في تأثيرها) أمنت الاستقرارية المطلوبة للكون للحفاظ على التوسع الأولي، حسب دراسة جديدة نُشرت في فيسيكال ريفيور ليترس (Physical Review Latters) هذا الأسبوع.
درس الفريق الدولي، يترأسه ماتي هـ. هيرانين (Matti Henrikki)– من جامعة كوبنهاغين–، التفاعل بين جسيم هيغز والجاذبية، وكيف يختلف الأخير مع الطاقة. حتى إذا كان التفاعل صغيراً، فإنه، يكون كافياً لاستقرار الكون ضد الاضمحلال.
يقول الباحث المشارك في الدراسة آرتشو راجانتي (Arttu Rajantie)– في كلية أمبريال كوليدج لندن– ، في بيان صحفي: «النموذج القياسي للفيزياء الجزيئية، التي استخدمها العلماء لتفسير الجزيئات الأولية وتفاعلاتها، لم تقدم، حتى الآن، جواب لماذا لم ينهار الكون بعد الانفجار الكبير» ويقول: «نتيجة البحث كانت معرفة العامل الغير معروف في النموذج القياسي – التفاعل بين جزيء هيغز والجاذبية».
يضيف قائلاٌ: «هذا العامل لا يمكن قياسه في تجارب تسريع الجزيء، لكنه ذا تأثير كبير على استقرارية هيغز خلال التفاعل. حتى لو بقيمة صغيرة نسبياً تستطيع تفسير نجاة الكون بدون أي فيزيائيات جديدة!».
في القادم، يريد الفريق تفحص هذا التفاعل بتفاصيل أكثر باستخدام حسابات علم الفلك الرصدي الآن ومستقبلاً من وكالة الفضاء الأوربية (European Space Agency) لإشعاع الخلفية الكونية الميكروية، والموجات الجاذبية. إشعاع الخلفية الكونية الميكروية هي لمحة لأقدم ضوء في الكون؛ عندما كان عمره 380,000 سنة فقط. الملاحظات يمكن أن تساعد في تفسير تأثير تلك التفاعلات على تطوّر الكون البدائي. يقول راجانتي: «إذا فعلنا ذلك، سنكون قد إنتهينا من آخر نقص في النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات».
المصدر