هل تخيلت يوماً أن تجد نفسك في الشارع تقود جنباً إلى جنب سيارة بدون سائق؟ أو أن تجلس يوماً في سيارة بدون مقودٍ وتأخذك بنفسها إلى وجهتك؟ يبدو أن أفلام الخيال العلمي حقيقية أكثر مما كنا نتصور، فحلم انتشار السيارات ذاتية القيادة بات أن يُصبح حقيقة!
في هذا المقال سنتعرف أكثر على سيارات Google الجديدة هذه!
تعريف بالمشروع:
إن سيارة غوغل ذاتية القيادة (Google Self Driving Car ) هو مشروع طُرِحَ من قبل شركة Google، يتضمن تطوير التكنولوجيا اللازمة للحصول على سياراتٍ بدون سائق، وهو بقيادة أحد مهندسي شركة غوغل (Sebastian Thurn)، المُدير السابق لمختبر الذكاء الصنعي في ستانفورد، ومشارك في تطوير أحد أهم تطبيقات غوغل “Google Street View ” بالإضافة إلى فريق من 15 مهندساً يعملون لصالح الشركة.
يدعم هذه السيارات برنامج يدعى “Google Chauffeur”، كما يتميز هيكلها الخارجي بنقوشٍ تدل على أنها ذاتية القيادة، وأحد أهم أهداف المشروع هو التخفيف من حوادث السيارات حول العالم، ففي تقرير عن منظمة الصحة العالمية يتوفى كل عام أكثر من 1.24 مليون شخص حول العالم جراء حوادث السيارات.
النموذج الأولي:
استمرت غوغل بإغاظة المستهلكين بحكاياتٍ عن سيارات بدون سائقٍ لعدة سنوات حتى كشفت مؤخراً في هذا العام عن الشكل الحقيقي الذي ستظهر به سيارتها المستقبلية.
كان النموذج الأولي عبارة عن سيارة مُصغرّة تشبه بشكلها فأرة الحاسوب، لا تملك مقوداً أو حتى دواسات فرامل، وتصل إلى حدود سرعة أقصاها 40 كم/سا.
صرّحت غوغل أن 100 سيارة من هذا النموذج سيتم إنتاجها في ولاية ديترويت في الولايات المتحدة الأمريكية، وتتوقع الشركة أن يتم طرح هذه النماذج في الطرقات العام المقبل!
يقول أحد مؤسسي الشركة Sergy Bring في مؤتمر “كود” (The Code Conference ) في لوس أنجلوس موضحاً مفهوم السيارة ذاتية القيادة: “إن هدف هذه السيارة هو تغيير العالم للناس الذين لا يحصلون على حظٍّ وافر من وسائل النقل في يومنا هذا”
وكما نرى، يبدو من الواضح أن هناك الكثير من المؤيدين لهذه السيارة المستقبلية، ولكن يشك بعض المحللون فيما إذا كان هذا المفهوم هو لعبة للتغيير كما تعتقد غوغل، كما يوقن المحللون بأن سيارة كهذه ستقدم كثيراً من الفوائد خصيصاً لكبار السن و أصحاب الإعاقات الجسدية، إلا أن وجودها سيخلق كثيراً من المسائل القانونية و التنظيمية.
و سنورد فيما يلي بعض تطبيقات و مشاكل وجود سيارات غوغل في الطرقات :
في النموذج الأولي الذي تم إصداره مؤخراً، تمتلك السيارة زراً يقوم الراكب بضغطه ليبدأ أو ينهي الرحلة، يُحدد الراكب الطريق الذي يريد سلكه من خلال تعريف الوجهة المطلوبة على الخريطة أو باستخدام الأوامر المنطوقة. وقد تمت الاستعاضة عن التحكم البشري بالسيارة بتزويدها بأجهزة استشعار وكاميرات مُثبتة على السقف مما يسمح بتحليل ما تقوم به السيارات المحيطة والرّد وفقاً لذلك.
إن الحظّ الأكبر من فوائد هذه السيارة سيكون من نصيب كبار السن وأصحاب الإعاقات الجسدية الذين لا يملكون القدرة على قيادة السيارات التقليدية، حيث يقول رئيس مجلس الكنديين لذوي الإعاقة والشلل الجزئي Tony Dolan: “إن سيارة كهذه من شأنها أن تقطع شوطاً طويلاً في مجال استعادة الأشخاص ذوي الإعاقة الجسدية لاستقلالهم الذاتي، فإنك كشخص ذو إعاقة ما تسعى دوماً لامتلاك القدرة على الحياة بشكل طبيعي قدر استطاعتك، وبسعر مقبولٍ غالباً”
يعترف Dolan أن سيارة غوغل ستخفف كثيراً من المشاكل التي تمنع الأشخاص ذوي الإعاقة من القيادة، لكنه قلق بشأن التكلفة المحتملة، حيث لم تعلن غوغل عن أي ثمن حتى الآن.
ليست بالضرورة عربة للمتعة!
يبين Thilo Koslowski ( أحد محللي سيارات مجموعة Gartner الاستشارية) أنه بسرعة قصوى لا تتعدى 40 كم/سا فإن سيارة غوغل ليست وسيلة فعالة لمتعة المستهلك، فبالرغم من الفضول الذي لا شك فيه حول سيارة تقود نفسها، إلا أن معظم الناس يفضلون القيادة بأنفسهم، حيث يعرض Koslowski استطلاعاً حديثاً للرأي يظهر أن فقط 35% من المجيبين للاستطلاع مهتمون بشراء مثل هذه السيارة، فيما لا يزال المعظم يفضل قيادة سيارة تقليدية، كما يرى أنه من الممكن الاستفادة من عربة غوغل باستخدامها كسيارة أجرة أو وسيلة لنقل البضائع، كما يعتقد أنها ستكون وسيلة رائعة للنقل في الأماكن التي تقل فيها حركة المرور كالجامعات والمطارات والمصانع، حيث يقول: “هناك فرصة رائعة لاستخدام هذا النوع من المركبات ذاتية القيادة بسرعات أقل في الجامعات أو أماكن محددة في المدينة”
وبما أن هذه المركبات ستنال قسطاً كبيراً من اهتمام المستهلكين في المستقبل، فيجب أن تبدو مختلفة جداً عن النموذج الذي ظهر مؤخراً حسب رأي Koslowski.
اختبار المشروع في الطرقات:
قام فريق المشروع بتجهيز مجموعة اختبارات لعشرة سيارات على الأقل، من ضمنها ثلاث سيارات تويوتا “Toyota Prius ” و سيارة ” Audi TT”، وثلاث سيارات (Lexus RX450 h)، وفي كل تجربة كان يجلس في المقعد الأمامي سائق صاحب سجل قيادة لا تشوبه شائبة وإلى جانبه أحد مهندسي غوغل.
يقود نظام التحكم السيارةَ بحدود السرعة المسجلة في الخرائط، ويحافظ على مسافة بينها و بين السيارات و العربات الأخرى عبر نظام أجهزة الاستشعار الخاصة بها.
وفي آب 2012، أعلن الفريق أنهم استطاعو إكمال أكثر من 300 ألف كيلومتر ذاتية التحكم والقيادة بدون أي حادث، حيث يوجد تقريباً عشرة سيارات تسير على الطرقات في أي وقت من أوقات اليوم، وبدؤوا باختبار السيارات بوجود راكب واحد فيها بدلاً من اثنين.
حتى الآن، قد سنّت أربع ولايات أمريكية قوانيناً تسمح باستخدام السيارات ذاتية القيادة فيها منذ ديسمبر الماضي 2013، وهذه الولايات هي: نيفادا، فلوريدا، كاليفورنيا وميشيغان، وتمّ طرح مشروع قانون في تكساس لوضع معايير السماح بهذه السيارات أيضاً.
ترى هل سنرى في المستقبل القريب أحد هذه السيارات في بلادنا العربية؟