ترجمة: سعاد السقاف
إذا كانت النجوم عبارة عن كرات مستديرة من البلازما، كبيرة جدًا وساخنة فلماذا نرسمها بخمسة أو ستة أطراف مدببة متوهجة؟
الجواب بسيط جدًا، سبب ذلك يعود إلى كيفية رؤيتنا لتلك النقاط الصغيرة اللامعة في السماء، تحديقك في شيء بعيد جدًا من شأنه أن يشوه الصورة لجعلها تبدو مدببة ، ليست العين البشرية فقط التي تبدو لها النجوم بهذا الشكل، بعض التلسكوبات أيضًا تعطينا صورة بنفس الطريقة.
سبب هذا التشوه يرجع لكون الضوء عبارة عن موجات، عند تمرير ضوء من مصدر بعيد خلال فتحة صغيرة أو التفافه حول جسم صغير وضع في طريقه فإن جزء من الموجات ترتد أو تحيد عن مسارها ومن ثم يحدث تداخل لهذه الموجات وهذا ما يعرف بظاهرة الحيود Diffraction.
يعود سبب تأثير الحيود في رؤيتنا للنجوم إلى تركيبة العين نفسها فسطح قرنية العين ليس أملسا بصورة مثالية بل يحتوي على بعض الخدوش، تعمل هذه الخدوش كـ”محزز حيود” للضوء وإن كان عملها غير جيد تماماً لكنه يؤثر بصورة واضحة عندما تنظر لمصدر مشع في خلفية داكنة – كرؤية النجوم في الليل- فبدلا من رؤية نقطة مضيئة ترى شكلا ذا أطراف مدببة spiky shape. تختلف كل عين بشرية عن الأخرى مما يعني أن كل شخص يرى النجوم بشكل مختلف قليلا عن البقية بل حتى عين الإنسان اليسرى تختلف عن اليمنى، يمكنك تجربة ذلك بتغطية إحداها ثم تغطية الأخرى ومعاينة الفرق. تظهر النجوم غالبًا وكأنها تومض وتتلألأ ويحدث ذلك عند وجود اختلافات في درجات حرارة الغلاف الجوي والتي تتسبب في انكسار الضوء.
إذن النجوم ليست نجمية الشكل بل تظهر بهذه الصورة بسبب الخدوش على سطح القرنية التي تسبب بدورها حيود الضوء وعليه فإن الفيزياء ليست فقط في كل ما نراه بل وأيضا في كيفية ما نراه.
المصدر العربي : السعودي العربي
المصادر الاجنبية :
Paul G.Hewitt. Conceptual Physics Fundamentals, San Francisco, United States, Pearson Addison Wesley, 2008
http://sciencealert.com.au/features/20142808-26082.html