الثلاثاء، 16 ديسمبر 2014

أيّهما أجملُ، العلم أم الفنّ؟



أثناء البحث عن الحياة على سطح المرّيخ، اُكتشِف بوزون هيغزHiggs boson الّذي بيّن أنّ العلوم تسبق الفنّ بمقدرتها على توسِعة مدارك الفرد وإلهامه!


بينما تتجوّل مركبة كيوريوستي الرّوبوتيّة Curiosity rover -التّابعة لناسا- على سطح الكوكب الأحمر (المرّيخ)، شبراً شبراً لتتوثقّ إن كان قابلاً لاحتواء الحياة. هذه المهمّة الجديدة أتت بعد أيّامٍ من التقاط صورةٍ لكسوفٍ شمسيٍّ عليه، كان سببه قمره الصّغير فوبوس Phobos الّذي ظهر وكأنّه اقتطع جزءاً صغيراً من الشّمس.

الكسوف الشمسي على المريخ


وإن عرّجنا قليلاً إلى المحيط، نجد فريقاً من العلماء على متن سفينةٍ قُبالةَ رأس كود Cape Cod -التّابع للمحيط الأطلسيّ- قد حصلوا على قرشٍ أبيض، أسمَوه "جيني"، زوّدوه برقعة تعقُّبٍ وأطلقوا له العنان ليجوب في المحيط، آملين تتبُّعه لكشف أسرار الحياة المثيرة التي يعيشها هو وأقرانه من الحيوانات المفترسِة.

أمّا في مجال الفنّ، فخبرُ إقامة معارض فنّيّةٍ والحصول على جائزةٍ أو اثنتين، كالّذي حصل مع دامين هيرست Damien Hirst عندما سجّل معرضه الفنّيُّ أكبرَ نسبة حضورٍ، فإنّه ليس بأمرٍ شيّقٍ كاكتشاف عوالم أخرى أو أعماق البحار.

الآن، العديدُ من المشاريع تقوم بالجمع بين الفنون والعلوم. كمجموعة لندن، الّتي تقوم بعملٍ رائعٍ بتزويج العلوم الطبّيّة والفنون في معارضها. أو الجمعيّة الأوروبيّة للأبحاث النّووية CERN الّتي تملك برنامج فنونٍ يتضمّن راقصين يلعبون أدوار الجسيمات، جنباً إلى جنبٍ مع العلماء المنهَكين بالأبحاث.

يملك كلٌّ من الفنون والعلوم الكثيرَ لتعليمه للآخر. ولكن توجد طريقةٌ أخرى للنّظر إلى علاقتهما.. وكأنّ العلوم تحلّ محلّ الفنّ في عصرنا هذا كوسيلةٍ لتوسيع مدارك الإنسان وإلهامه وإظهار جمال الطّبيعة أمامَه. ففي أيّامنا هذه، يقوم العلم بتزويدنا بأجمل الصّور وأكثرها سحراً لعالمنا، ناهيك عن العوالم الأُخرى! فنجد صعوبةً في إيجاد لوحةٍ فنّيّةٍ خلال العقدين الفائتين تضاهي جمال الصّور الّتي زوّدنا بها تيليسكوب هابل Hubble لسديم النسر Eagle Nebula أو مجرّة الزّوبعة Whirlpool Galaxy مثلاً.

سديم النسر

مجرة الزوبعة

فزيارةٌ لموقع تيليسكوب هابل وأخذ جولةٍ فيه، وتأمُّل الصورة الأخّاذة للسُّدُم والمجرّات والتّشكّلات النّجميّة، وحضور الأفلام هناك عن موت وحياة النّجوم الّتي لا تخلو من الإثارة كالمستعرات العظمى، تعدُّ تجاربَ مثمرةً وممتعةً أكثر من زيارة أيّ متحفٍ فنّيٍّ!
ومن ثمّ تأتي مشاهدة صور عالم الأعماق، وبالأخصّ مجموعة ناشيونال جيوغرافيك لأعمق المنافس الحرمائية (فتحات في قاع المحيط تنفث المياه المعدنيّة الحارّة) المكتشفة.

ولكنْ لا شيء يضاهي جماليّة اكتشاف بوزون هيغز الّذي كان حصيلة أكثر من أربعة عقودٍ من التّنبّؤ به نظريّاً، إنّه حقّاً جمالٌ لا يشبه أيّ جمالٍ آخر! فالأمر حقّاً مُلهِم!!

المصدر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: