في يوم من الأيّام، فإن مادّة شفّافة ومرنة وبسماكة ذرّة واحدة (كالمبينة بالصورة) ستُوفّر الطاقة للأجهزة الإلكترونية، طبقاً لأوراق بحثيّة ستُنشر في مجلة Nature. وأفضل جزء بالموضوع أنّه من المُمكن توليد الطاقة من المشي والرّكض والحركات اليومية.
“المادة والتي تتشكّل من طبقةٍ وحيدة من الذرات، نستطيع أن نصنع منها أجهزةً قابلة للارتداء، ومن المُمكن أيضاً أن تكون متكاملة ومُدمجة ضمن الملابس، وذلك بهدف تحويل الطاقة من حركات الجسم إلى كهرباء، مما يساهم بإمداد الحساسات القابلة للارتداء أو الأجهزة الطّبيّة بالطاقة، أو حتى إنتاج طاقة لشحن هاتفك الخليوي في جيبك”. كما يقول جيمس هون، والذي شارك في قيادة فريق الباحثين من جامعة كولومبيا ومعهد جورجيا للتكنولوجيا.
هذه المادّة ذات الأبعاد الثنائية والمُعروفة بـثاني كبريتيد الموليبدينوم (MoS2) غريبة حول توليد الكهرباء. فلو تم تكديس هذه المادة بطبقات زوجيّة فإنّها لن تفعل أي شيء، ولكن إذا كُدّست بطبقات فرديّة وتم تمديدها بالاتجاه الصحيح فإن الكهرباء ستبدأ بالتّدفق.
الأجهزة المُنتجة للطاقة الكهربائية اعتماداً على الحركة موجودة مسبقاً، على سبيل المثل جهاز يدعى Ampy، والذي أعلن عنه الأسبوع الفائت، هذا الجهاز بحجم الجيب والذي يستطبع توفير شحن لهاتفك المحمول لثلاث ساعات إذا حملته معك طوال اليوم. ولكن هذه الأجهزة ليست رقيقة أو مرنة كفاية ليتم دمجها في النسج كما هو الحال مع مادّة MoS2..
قام الباحثون بوضع الأسس النظريّة حول الـMoS2 وأنها تقوم بتوليد الكهرباء عند تمديدها أو ضغطها في السنة الفائتة، ولكن هذه هي المرّة الأولى التي تَظهر هذه المادّة بشكلٍ منتج للكهرباء فعلياً، وهي ليست المادة الوحيدة وذات الأبعاد الثنائية التي تُبيّن الأبحاث النظريّة أنها تُولد الكهرباء، لهذا فإن العلماء مستمرون بالبحث عن بدائل أخرى.
“هذا هو الأمل التجريبي الأوّل الذي يتم في هذا المجال، وهو مثال أنيق لكيف سيصبح العالم مُختلفا عندما يتقلص حجم المادّة إلى قياس ذرّة وحيدة”. صرّح هون عند الإعلان عن المادّة، وتابع توضيحه :” مع ما تعلمناه إلى الآن، فإننا حريصون على بناء أجهزة مفيدة لكل أنواع التطبيقات”.
المصدر : 4electron