أشارت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ درجات الحرارة البارِدة قد تُحفِّزُ الدُّهونَ البيضاء غير الصحيَّة، في الفخذين والبطن، على التحوُّل إلى دُهون سمراء تحرِق السُّعرات الحراريَّة من أجل دفء البدن.
لكن، قال الباحِثون إنَّ البدانةَ يبدو أنَّها تعمل على عرقلة هذه العمليَّة.
تُعرَف الترسُّباتُ الدهنية عند مُعظم البالغين باسم الدهون البيضاء؛ وكان يُعتَقد من قبل أن الصِّغارَ وحدهم يمتلِكون الدهونَ السمراء التي يبدو أنَّها تُساعِدهم على البقاء في حالة دفء.
أشار بحثٌ سابِقٌ إلى أنَّ البالغين يمتلكون أيضاً بعضَ الدُُّهون السمراء؛ وبيَّنت دِراسةٌ، أجراها باحِثون من جامعة هارفارد في العام 2012، أنَّ الدُّهونَ السمراء التي وُجِدت عند البالغين تختلِف عن الدُّهون السمراء عند الصِّغار. وقال الباحِثون إنَّ الدُّهونَ السمراء عند الصِّغار تأتي من العضلات، بينما تكون الدُّهونُ السمراء عند البالغين بلون الصُّوف الطبيعيّ في الحقيقة (بلونٍ بيجي "بنِّي فاتح")؛ ويأتي هذا اللونُ من تحوُّل الدهون البيضاء إلى اللون الأسمر.
قارن باحِثون، من كلية الطب في جامعة كينتوكي تحت إشراف الدكتور فيليب كيرن، دُهونَ البطن المأخوذة من 55 شخصاً في أثناء فصل الصيف وفصل الشتاء. كما تفحَّصوا أيضاً عيِّنات من دهون الفخذ أُخِذت من 16 شخصاً بعدَ وضع كيسٍ من الجليد على البشرة لمدَّة 30 دقيقة.
وجد الباحِثون أنَّ دُهونَ البطن، التي أُخِذت من أشخاص في فصل الشتاء، أظهرت مستوياتٍ مرتفعةً من واصمتين جينيتين للدهون السمراء، بالمُقارنة مع دهون البطن التي أُخِذت عيِّنات منها في فصل الصيف.
قال الباحِثون إنَّ دُهونَ الفخذ، التي أُخِذت من أشخاص بعدَ وضع أكياس الجليد على البشرة، أظهرت مستوياتٍ مرتفعةً من 3 واصِمات جينيَّة أيضاً ترتبط مع الدُّهون السمراء.
لكن، قال الباحِثون إنَّ هذه التأثيرات المُنتِجة للدهون السمراء كانت أضعفَ عند الأشخاص الذين يُعانُون من البدانة.
قال كيرن: "أردنا التحرِّي عمَّا إذا كان للبالغين القُدرة على تحويل بعض رواسب الدُّهون البيضاء إلى دهون بلون الصوف الطبيعيّ، عندَ تعرُّضهم إلى البرد".
"إنَّ تحوُّلَ نسيج الدهون إلى اللون الأسمر سيكون طريقةَ دفاعٍ رائعة ضد البدانة؛ حيث سينجم عنه قيامُ البدن بحرق السُّعرات الحرارية الزائدة بدلاً من تحويلها إلى أنسجة دهنيَّة إضافيَّة".
"تُشيرُ النتائجُ إلى أنَّ الالتهابَ يستطيع عرقلة تحوُّل الدهون البيضاء إلى دهون بلون الصوف الطبيعيّ".
أظهر بحثٌ سابِقٌ أنَّ الدُّهونَ السمراء تقِي من البدانة عند القوارِض، كما أشارت عدَّةُ دراسات سابقة إلى أنَّ درجات الحرارة الأكثر برودة قد تُساعِدُ على حرق السُّعرات الحراريَّة عند البشر؛ ومن ضمنها دراسة أشارت إلى أنَّ التأثيرَ قد يرتبط مع الدهون السمراء.
لكن، نوَّه الباحِثون إلى أنَّ هذه الدراسةَ الأخيرة لا تزال في مراحل مُبكِّرة جداً؛ ولا يُمكن تحديدُ ما إذا كان هناك تأثير لدرجات الحرارة الباردة في وزن البدن عند البشر.
المصدر : موسوعة الملك عبد الله بن عبد العزيز الصحية
0 التعليقات
