السبت، 25 أكتوبر 2014

ماذا سيحدث لو سافرتَ عِبر الثقب الأسود؟


الثقوب السوداء هي بلا أقل شك من اغرب الأماكن الموجودة في هذا الكون.
ضخمة جداً للدرجة التي تشوه الزمكان، شديدة الكثافة للدرجة التي تسوغ لنا أن نسمي مراكزها “نقطة في اللانهاية”، وعتمة جداً بسبب عدم استطاعة الضوء الهروب من جاذبيتها.


إذا دخل جسم الأنسان في احد الثقوب السوداء فسيمر في تجربة مشابهه ل”خروج معجون الأسنان من انبوبته” كما قال “تشارلز ليو”, عالم الفيزياء الفلكية الذي يعمل في “هايدن” القبة الفلكية التابعة لمتحف التاريخ الطبيعي الأمريكي.

يقول ليو عندما يمر أي جسم في “أفق الثقب الأسود” (وهو حد تخيلي يحيط بالثقوب السوداء، حيث لا يهرب منه أي ضوء أو اشعاع بسبب قوة جاذبيته) أو ما تسمى “نقطة اللا عودة” – فأنه سيتعرض إلى نفس العملية الفيزيائية التي تسبب ظاهرة “المد والجزر” (والتي تحصل بسبب تداخل قوتي جاذببية الأرض والقمر). الجاذبية تقل بزيادة المسافة ولذلك القمر يقوم بجذب أحد جوانب الأرض أكثر من الجانب الآخر وبذلك تستطيل جوانب من الأرض أكثر من البقية. اليابسة بطبيعتها ثابتة ومتماسكة فلا تتاثر، أما المياه فستكون ظاهرة المد والجزر نتيجة التداخل بين الجاذبيتين.

بالتقرب من ثقب أسود بحجم الكرة الأرضية سيجعل الشعور بالزمن ابطأ من الأعتيادي، وستؤثر قوة جاذبيته على رأس الأنسان أكثر من قوة الجاذبية المؤثرة على قدمه. وبذلك يتمدد جسم الأنسان ويستطيل. يطلق على هذه التجربة ب “Spaghettification”   كما اسماها عالم الفيزياء الفلكية البريطاني “سير مارتن ريس”. وبالتالي سوف يتحول جسم الإنسان إلى ذرات صغيرة من المادة تتدفق وتدور باتجاه مركز الثقب الأسود.
ولأن دماغك سوف يتحول إلى ذرات، فلن يكون لديك الوقت الكافي للإستمتاع بالمشهد الموجود عند عتبة ثقب أسود بحجم الكرة الأرضية.

لكن، إن كنت مصمم على زيارة مكان في الفضاء لاتستطيع الفيزياء الحالية وصفه حيث الكثافة ليس لها نهاية، فعليك التوجه إلى ثقوب سوداء أكبر. يقول ليو “اذا كان لديك ثقب أسود بحجم مجموعتنا الشسمية، فستكون القوى الجاذبة في أفق هذا الثقب اقل قوى من المذكورة سابقا. بذلك ستتمكن من الحفاظ على السلامة الهيكلية والتركيبية لجسمك”.
في هذه الحالة، سوف تتمكن من تجربة تمدد وتغير الفضاء والزمن التي تحدث عنها العالم “ألبرت أينشتاين” في نظريته النسبية العامة.

يقول ليو “سوف يسافر الجسم المقترب نحو مركز الثقب الأسود بسرعة الضوء، ولذلك كلما زادت سرعة الجسم المتحرك في الفضاء,كلما اصبح الزمن ابطأ”
ولذلك، اثناء سقوطك، سوف يكون أمامك بعض الأجسام التي يجذبها الثقب نحو مركزه التي مرت بـ “تاخير أو تمدد زمني” أكبر من الذي يمر به جسمك في نفس اللحظة، وبذلك سوف ترى كل جسم امامك يسقط فيها في زمن الماضي.

وإذا نظرت خلفك، سيكون باستطاعتك رؤية الأجسام التي ستسقط خلفك، حيث سيكون جسمك في زمن الماضي بالنسبة لتلك الأجسام” إذ أن الزمن يتمدد أكثر وأكثر كلما زادت الجاذبية وقلت المسافة باتجاه مركز الثقب. “وبالنتيجة,سوف تتمكن من رؤية تاريخ تلك البقعة في الكون في وقت واحد. من لحظة بدء الكون ولحظة الأنفجار العظيم إلى المستقبل البعيد”.

المصدر : المشروع العراقي للترجمة
ترجمة: أحمد خالد

مراجعة: حسن مازن
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: