الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

التعلم بالتكرار يعيق تذكر التفاصيل.



الباحثون في جامعة كاليفورنيا وجدوا انه بينما يحسن التكرار المحتوى الحقيقي للذكريات، فقد يخفض من مقدار التفاصيل المخزونة مع هذه الذاكريات.

وجدت الدراسة ان التكرار البسيط يتداخل مع القدرة لتعلم معلومة جديدة، بالاخص عندما تكون مشابهة الى مجموعة من الحقائق المألوفة. هذا قد يعني ان تذكر حقائق حول قضية ما من خلال التكرار يمكن ان يتداخل مع القدرة لتذكر النص بدقة اكثر لنفس القضية فيما بعد.
“نتتائجنا تقترح انه على الرغم من القدرة لتمييز شئ معين بصورة عامة تتعَزَز بالمصادفات المتعددة )اي بمصادفة هذه المعلومة في الذاكرة لا على التعيين..المترجم (وقدرة المرء على التمييز بين ذكريات مشابهة في اضمحلال الذاكرة” يقول البحث. بالمقارنة مع المعتقدات الماضية، التكرار قد يقلل دقة بيانات الذاكرة”.
في البحث، قال المشاركون اسماء لمجموعة اشياء اما واحد او ثلاثة. فيما بعد، في مرحلة الاستدعاء، مجموعة اخرى من الاشياء المماثلة (الخدع) تم ادخالها ضمن المجموعة. هؤلاء الذين رأوا الاشياء عدة مرات تمكنوا من تذكر الاشياء الاصلية بصورة احسن الا انهم وجدوا صعوبة في تمييز الخدع. بمعنى اخر، ذاكرتهم كانت اقوى الا انها اقل دقة. على مدى العمل، التكرار يمكن ان يكون اغواء كاذب، تجعلنا نعتقد اننا نتعلم شيئا الا انه نحن حقا لا نتعلمه.
“في قرائتك الاولى لشئ معين، انت تستخلص الكثير من الفهم. الا انه عندما تقوم بالقراءة الثانية، تقرأ مع شعور “انا اعرف هذا.انا اعرف هذا”يشرح علماء النفس هنري ومارك، المؤلفون لـ (Make it Stick). اذن مبدئيا، انت لا تعامل المعلومة بعمق، او تستخلص الاكثر منها. غالبا، اعادة القراءة تكون غير معمقة ومضللة، لأنها تعطيك صورة خادعة بأنك تعرف المواد بشكل جيد للغاية، بينما في الحقيقة هناك فجوات”.

هذه نصائح قليلة لذاكرة احسن:

اعمل على مناغمة دراستك

ليس كل التكرار سئ. قد يكون من الاكثر دقة ان نقول ان حشر المادة غير مجدٍ.(كمثال على ذلك عندما يدرس بعض الطلاب في ليلة الامتحان فقط…المترجم) ” الفكرة الافضل هو مباعدة الفترات بين التكرار. تمرن قليلا اليوم، بعدها ضع البطاقات التعليمية بعيدا (Flash cards تقنية تعلم بالبطاقات يستخدمها الطلاب كثيرا…المترجم). ثم راجعهم في اليوم التالي، ثم بعد يومين.

”التكرار يمكن ان يكون خدعة كاذبة، تجعلنا نعتقد اننا نتعلم شئ معين لكن في الحقيقة نحن لم نتعلم شئ”

ان تختبر نفسك عقليا بمواد معينة بشكل عام يزيد قدرة الاستدعاء للايام التالية. بمعنى اخر، بمجرد مراجعة المواد في رأسك بفترات منتظمة له فائدة.

في الاوساط الاكاديمية، هناك نقاش يتداول حول التباعد الامثل بين فترات المراجعة. واحد من الانظمة الاصلية، بواسطة اختصاصي تعلم اللغة الاجنبية باول بمسلر، أيدَ سرعة الخمس ثواني، 25 ثانية، دقيقتين، 10 دقائق، ساعة واحدة، خمس ساعات، يوم، خمسة ايام، 25 يوم، 14 شهر، وسنتين بعد تعلم الحقائق بسهولة. بعد ذلك، الاخرون وجدوا ان التأخير الطفيف لـ 10 دقائق في المراجعة الاولى للمعلومات يجعل المهمة تحديا عقليا بما يكفي لتكون مفيدة. الا انها تعتمد على الهدف، اذا كان لحفظ خطاب في يوم، ربما تزيد من فترات التذكر اكثر مما لو كنت تريد تذكر شيئا بعد خمسة سنوات.
ما زلت اختبر فترات المراجعة لساعة واحدة بعدما اقرأ المادة، ثم مرة ثانية عندما اكون في قاعة الرياضة، محاولا استراجاع المعلومات التي تعلمتها خلال الايام السابقة، اسبوع، قبل شهر واحد. الفترات الامثل للمراجعة في النهاية تعتمد على الجدول الخاص بك.

استخدم المواضع

الجد القديم لتقنيات الذاكرة المتقدمة هي طريقة لوسي، التي تتضمن وضع الاجسام بالترتيب في عالم بُنيَ عقليا (عالم خيالي). ذاكرة الرجل الاكثر شهرة في العالم (سولومون شيرسفسكي)، الذي بأمكانه تذكر مجاميع من الارقام العشوائية بعد عدة سنين. استخدمها بواسطة تخيل نفسه يضع اشياءا قرب البنايات.
بطل ذاكرة العالم دومينيك اوبراين يعطي نصائح عملية حول تطور طريقة لوسي للمرء في كتاب “انت تستطيع امتلاك ذاكرة مذهلة”.دومينيك أيدَ استخدام اماكن لوسي المألوفة، كانك تمشي في منطقة مألوفة لديك او في مكان في بيتك. لذلك، على سبيل المثال، اذا تريد حفظ الكلمات “بط” ، “سيارة” ، و “قارب”، قد تتخيل مكان البط غلى ارضية غرفة المعيشة، السيارة في الحمام، والقارب في الفناء. للمهمات الاكثر تعقيدا، قد تساعدك لربطها مع بعضها، كأن تتخيل بطة عملاقة تمشي الى سيارة في الحمام.

ربط النقاط

الفهم هو اساس الحفظ السهل. اساتذة الشطرنج يتذكرون موقع قطع الشطرنج اسهل بكثير من المبتدئين، على الرغم من استرجاعهم لنفس المعلومات.
في بحث نشر في مجلة علم الاعصاب المعرفي، الباحثون وجدوا ان طلاب المرحلة الثانية في علم الاحياء لديهم سهولة في تعلم معلومة جديدة اذا كانت متعلقة بالبرامج التي كانوا يدرسونها بالفعل. “اذا لم تكن تعرف جواب السؤال حالا، بأمكانك اولا ان تجرب استرجاع ما تعرفه حقا حول ذلك الموضوع. هذا قد يساعدك بأخراج الجواب الصحيح بعد كل شئ”يستنتج احد الباحثين.

بمعنى اخر، كلما عرفنا اكثر عن موضوع ما، كلما كان من الاسهل حفظ واسترجاع المعلومات. اذن، اقرأ الكتب والاخبار على نحو واسع. كلما تعرف اكثر، كلما ستكون قادرا لتعرف اكثر.

المصدر
التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات: