تمكن مهندسون في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، بالتعاون مع أطباء القلب في مختبر القلب بمستشفى غريغوريو في مدريد بأسبانيا، من تحديد تأثير الدوامة ذات الشكل الحلقي على تدفق الدم في البطين الطبيعي والغير طبيعي في قلب الانسان.
طور الباحثون تقنية الموجات الفوق-صوتية جديدة لأجل هذه الدراسة، لتكون وسيلة فحص سهلة وذات تكلفة منخفضة بدلاً من الطرق المعمول بها حالياً، وهي تصوير تدفق الدم داخل البطين بواسطة الرنين المغناطيسي، والتي تعد وسيلة مكلفة الثمن وغير ملائمة للمرضى الذين يستخدمون الأجهزة المزروعة كأجهزة ضبط نبضات القلب.
قد تؤثر هذه التقنية على القياسات والاختبارات التي يعتمدها الأطباء في تشخيص وعلاج اثنين من حالات القلب: الأولى “اعتلال تضخم عضلة القلب” حيث تصبح عضلة القلب سميكة بدرجة غير طبيعية. والحالة الأخرى هي “اعتلال تمدد القلب اللا اسكيمي” الذي يحد من قدرة القلب على ضخ الدم ويؤدي إلى توسع غرفة الضخ الرئيسية وهي البطين الأيسر، مما يضعف من قوتها. يشار إلى أن هناك أكثر من مليون أمريكي يعانون من إحدى هاتين الحالتين. وحتى الآن، فإن ما يأخذه الأطباء بعين الاعتبار عند تقدير كمية الدم التي يملأ بها القلب نفسه هو هندسة البطين الأيسر وسمك وانقباض جدرانه. ولكن الطريقة التي يتدفق بها الدم إلى حجرات القلب هي أمرٌ مهمٌ للغاية أيضاً، وليست مثل خروج معجون الأسنان من الأنبوب على حد وصف أستاذ الهندسة الميكانيكية والطيران وخوان كارلوس الذي قاد هذه الدراسة برفقة الباحث بابلو مارتينيز ليقازبي، ومجموعة الدكتور جافير بيرميجو من أخصائي القلب في مستشفى غريغوريو.
وقد أعلنوا عن اكتشافهم في الـ21 من شهر أكتوبر في مجلة الجامعة الأمريكية للقلب. وقال ديل آلمو: “نحن نحاول صياغة منظور الاعتلالات الانبساطية لتشمل نمط تدفق الدم كأحد الطرق التي قد تؤدي إلى مقاومة الغرفة القلبية للامتلاء بالدم، بالإضافة إلى سمك عضلة القلب نفسها.”
وتظهر أهمية تقنية الفحص الجديدة في أن معظم الذين يعانون من اعتلال عضلة القلب سواء بالتضخم أو بالتمدد لا يظهرون أي أعراض للإصابة إلا بعد فوات الأوان، ومن هنا تأتي أهمية الفحص المبكر. فعندما لا يتم تشخيص المرض مبكراً فإن له تشخيص مستقبلي سيء، حتى إنه أسوأ من عدد من أمراض السرطان، مما قد يؤدي إلى وفاة صاحبه في غضون 5 سنوات.
بالنسبة لهذه الدراسة، فقد اختار أطباء القلب 60 شخصاً، 20 منهم مصابون باعتلال تضخم عضلة القلب، و20 مصابون بتمدد عضلة القلب اللا اسكيمي، و20 من الأصحاء كمجموعة تحكم للمقارنة. ومن ثم تم إخضاع الجميع لاختبار تخطيط صدى القلب ثنائي الأبعاد. وبعدها، تمت معالجة الصور من قبل المهندسين بنفس الأسلوب المتبع في محاكاة التدفق في الصناعات البحرية والطيران، مما أتاح لهم رصد تدفق الدم داخل القلب المريض.
وكانت النتيجة التي توصل لها الباحثون أن الدوامة ذات الشكلي الحلقي تساعد على تدفق حوالي 15% من الدم في البطين الأيسر بالنسبة للأصحاء، بينما تزيد النسبة إلى 20% لمرضى اعتلال تمدد عضلة القلب، وتقل إلى 5% لمرضى اعتلال تضخم عضلة القلب.
وأوضح ديل ألامو – أحد المشاركين في الدراسة- : “إنه لمن الصعب تحديد ما إذا كان القلب يمتلأ بشكل صحيح، إلا أن هذا الأسلوب الجديد سيقرب الأطباء خطوة للأمام لذلك.” إن تحديد وعلاج اعتلال عضلة القلب يتضمن زرع أجهزة غالباً، مثل أجهزة ضبط نبضات القلب. إن البيانات من هذه الطرق الجديدة للتصوير يمكن أن تكون مفيدة لتساعد الأطباء على إعداد الأجهزة بصورة صحيحة لتحسين تدفق الدم.
المصدر